المهمة الأخيرة في حياته.

لم يعلم الصحفي فضل شناعة من وكالة رويترز العالمية للأنباء، أن ذهابه لتصوير المجزرة الإسرائيلية في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة ستكون المهمة الأخيرة في حياته.

سمعنا صوت انفجار يقول الزميل الصحفي مهران عيسى، الذي يعمل مصوراً في المجموعة الإعلامية 'ميديا جروب' أثناء قيامنا بتصور المجزرة في جحر الديك وراح ضحيتها اثنا عشر مواطناً وعشرات الجرحى.

وأضاف في تصريح لـ 'وفا': توجهنا على الفور صوب صوت الانفجار وفي الطريق سمعنا صوت انفجار آخر، حتى وصلنا إلى المكان بالقرب من جسر وادي غزة.

كانت الصاعقة شاهدنا سيارة صحافة مدمرة وعليها بوضوح شارة الصحافة، من داخل السيارة أخرج لنا شخص يده مستغيثاً فتوجهنا فوراً نحوه فكان الزميل المصاب وفا أبو مزيد.

كان فضل ممداً على الأرض وهو يحتض كاميرته المحطمة والملطخة بالدماء كأنه لا يريد فراقها.

وأوضح الزميل مهران، أن معظم إصابات الشهيد فضل كانت في الرأس والرقبة والأطراف، والتي مزقتها شظايا القذائف الإسرائيلية رغم ارتدائه لسترة واقية.

حاول مهران انتشال جثة فضل وترك الأمر لزميل له للقيام بمهمة التصوير لكن دون جدوى بعد أن خارت قواه من هول المنظر ومعرفته الجيدة لفضل' شهيد مهنة المتاعب'، إلى أن أتت سيارات الإسعاف ونقلته إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

ومن المنتظر أن يتم غداً تشييع الشهيد فضل، بإحضار جثمانه الطاهر من مستشفى الشفاء لنقلها إلى برج الشروق وسط مدينة غزة، حيث يقع مكتب وكالة رويترز، لتوديعه من قبل زملائه ومحبيه قبل نقله إلى مسقط رأسه في خان يونس جنوب القطاع لمواراته الثرى.

'كان حبوباً ومخلصاً في عمله'، بهذه الكلمات القليلة وصف الصحفي شهدي الكاشف مراسل تلفزيون bbc)) الزميل الشهيد فضل شناعة.

وأضاف وهو يحاول حبس دموعه: عملت معه في 'رويترز' لمدة أربع سنوات، فكان دائماً في الميدان لفضح الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء شعبه.

بالصوت والصورة نشاهد الجريمة البشعه

https://www.youtube.com/watch?v=NuVnwnMYcaE