القدس المحتلة-فلسطين برس- أبدى توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، ومندوب اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط ثقته بمستقبل الاقتصاد الفلسطيني الذي اعتبر أنه يمتلك العديد من نقاط القوة، وفي مقدمتها الإمكانيات السياحية والصناعية، إلى جانب وجود القوى العاملة الماهرة.
غير أن بلير أقرّ بالعراقيل التي تفرضها الحواجز ونقاط التفتيش على تطور هذا الاقتصاد، مبدياً أمله في التوصل إلى رفعها مع نمو القدرات الأمنية الفلسطينية.
وأشار بلير في حديث لقناة الـ cnn إلى قرب انطلاق مشاريع بمليارات الدولارات للبنية التحتية في الأراضي الفلسطينية.
ولدى سؤاله عن إمكانية من تحقيق الازدهار الاقتصادي دون استقرار سياسي قال بلير: "ليس هناك من شك بأن الفرص الموجودة في الأراضي الفلسطينية كبيرة، رغم أن الصعوبات واضحة للغاية".
وأضاف: "هناك العوائق والحواجز والقيود الموضوعة على الحركة، لكن هناك ما لا يلاحظه الموجودون في الخارج، وهي الفرص الهائلة في السياحة والصناعة، ووجود الأيدي العاملة المبدعة والذكية."
وعن سرعة وصول التعهدات المالية التي تقدم بها المجتمع الدولي للسلطة الفلسطينية في مؤتمر باريس، والتي ناهزت 7.7 مليارات دولار لم يصل منها سوى 10 في المائة قال بلير:" إن المبالغ التي حوّلت مخصصة لدعم الموازنة فقط، لكن القسم الأكبر من الأموال سيذهب لدعم مشاريع أخرى".
وذكر رئيس الحكومة البريطانية السابق في هذا السياق مشاريع البنية التحتية من مياه وكهرباء وطرقات، والتي وضعت اللمسات الأخيرة على الاتفاقية الناظمة لها، إلى جانب خطط الإسكان، معتبراً أن هذه البنى تشكل القاعدة الصلبة للنمو الاقتصادي مستقبلاً.
وعدد بلير الوسائل التي تطبق حالياً للالتفاف على الحواجز الإسرائيلية المتعددة التي تعيق تنقل الأفراد والبضائع ضمن الأراضي الفلسطينية، فأشار إلى أن بعض المناطق الصناعية أو المنشآت المخصصة للتصنيع الزراعي في أريحا وأسفل وادي الأردن تبنى على مقربة من الطرق المفتوحة لتسهيل التصدير.
غير أنه عاد وأقر بأن الأولوية يجب أن تكون لإزالة الحواجز الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تل أبيب قد تتجاوب في هذا الإطار إذا تسلّم الفلسطينيون الأمن في المنطقة، الأمر الذي يبرر الجهود التي تبذل لتدريب وتجهيز الشرطة الفلسطينية.
وحدد مندوب اللجنة الرباعية الدولية العوامل التي قد تؤدي إلى تحقيق وعد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بإيجاد دولة فلسطينية قبل نهاية العام الجاري، فدعا إلى الاهتمام بالأوضاع في غزة عبر مساعدة سكانها دون السماح للمتشددين بالإيغال في تشددهم.
كما طالب بتنفيذ حزمة التدابير التي جرى التوافق عليها مع الجانب الإسرائيلي بالنسبة للضفة الغربية، معتبراً أن ذلك "سيغيّر حياة الناس بصورة ملموسة،" قبل أن يخلص إلى القول أن هذه التبدلات على أرض الواقع ستدعم العملية السياسية وتؤدي لنجاحها.