أيها القمر .. ألك أن تخبرني ماذا تفعل هي الآن .. لاشك انك تطل على شرفتها .. اخبرني فقط إن كانت نائمة كالطفل .. أم تقرا كتاباً ما ..
أم تسرح جدائلها الحريرية .. دعني أخبرك شيئا أيها القمر .. في يوم ما .. وبالصدفة .. رايتها تسرح جدائلها .. كان المشط يتخلل شعرها الناعم بفخر .. كنت أحسده كثيراً لحضتها .. تمنيت أن تكون أناملي بدلا منة .. كانت مستغرقة بعملها .. ولم تكن منتبهة لمن يراقبها بانبهار .. كان وجهها مضيئا كوجهك .. كانت عيناها ساحرة .. مكحلة بأهدابها .. كانت مرآتها تتمايل طربا .. لأنها تعكس أجمل صورة من صنع الخالق .. وكان قلبي يتمزق من ما يرى .. من يومها خاصمني النوم .. وارقني التفكير بها .. ولكنها تختلف عنك بشيء جوهري أيها القمر .. أنت متاح لكل الناس .. يناجيك كل عاشق مثلي .. ولكن هي لي .. لي وحدي .. .. إنها قمر حياتي .. ليست متاحة لاحد غيري .. ماذا احكي لك أيها القمر .. في يوم .. كانت تنادي أصغر أشقائها .. سمعتها وتخيلتها تناديني .. ولم ادري إلى وأنا أمامها .. .. وجها لوجه .. صُعِقَتْ وخافت وحمرت وجنتيها من الخجل .. أما أنا فتسمرت مكاني .. كنت قريباً من قمري لدرجةٍ ألجمتني .. وأصابتني بشلل مؤقت بكل أركان جسمي .. لم استطع الكلام .. أو الحركة .. أو أي شي آخر .. وقفنا هكذا لدهر بالنسبة لي .. أو قل لدقائق من وقت البشر .. .. عيناها بعيني .. ثم أدارت وجهها باستحياء وذهبت .. .. دون أن تكلمني .. لقد غلبها خجلها .. وغلبني سحرها .. كانت تلك آخر مرة أرى فيها قمري .. لقد ساءت حالتي كثيرا بعد فراقها .. لقد شارفتُ على الموت أيها القمر .. استحلفك باسم خالقك ياقمر السماء .. اخبرني ماذا يفعل قمر الأرض الآن .. .. لعلك تريح قلبي .. واستطيع النوم لبرهة بعد اطماناني عليها .. سكت قمر السماء لوهلة .. ثم قال... هي الآن تبكي .. تبكي فراقك .. إنها تبكي فراقك ..لكـــــم تحيـــــاتي
الثلاثاء فبراير 03, 2009 10:22 am
