أرقام تملأ شهادة ميلادي و دفتر هويتي
ما العمر بالنسبة لي إلا لحظة فرح
و الفرح يزورني مــــرة كل دهر
ذقت مرارة الربيع في عنفوان الشباب
و صار العمر مواسم خريف و شتاء
و حرمت الضحكة على شفاه ذابلات
تنشد السقيا من مدامع العيون الباكيات
ريح و عواصف تهز غصني الذابل
بلا رأفة و لا رحمة تحطمني و تفتفتني
فيمسي داخلي محطما و أشلاء متناثرة
و تأخذني الريح بين أحضانها لتنتقم مني
ناشدتك يا رياح الظلم و الجور
لعل الطيب و الطهر جافى قلبي و لساني
و لعلي طعنت الناس بخنجر الكلم
و لعلي اضطجعت الفراش ظالمة لا مظلومة
خذي بثأرك مني و أشفي غليل الحاقد منك
لكن ارأفي بقلب اكتسح الشيب صباه
أمشي بلا دليل في دنيا الضياع
الآه عنواني و دمع العين ينير ظلمة دربي
قلب ينبض و دم في الشريان يسري
و في جنبات جثتي تسكن روحي
أيا غربة أضحت لي أنشودة أوطاني
أيا ضياع بات قدري و مصيري