إذا رأيت يوما الحب يبكي... فأعلم أن الحب المر قد مات..! وإذا رأيت الجرح ينزف دونما إنقطاع فاعلم بأن الطعنة كانت قوية وبأن الإصابة كانت بالغة وبأن القلب يتألم..! ما أصعب اللحظات..
ولكن أي لحظات التي أنعتها بالصعبة القاسية؟؟ تلك اللحظات التي تدمي القلوب وتبكي العيون وتتعب الأكباد..! جميلة هي الذكريات المملوءة بالشوق والحنين والاهات.. ذكريات حين تقف تتأملها وتستعيدها تنساب دموعك منهمرة على وجنتيك.. ولكن الدموع تكون جميلة فوق قدرتي على وصفها.. لأنها تغسل القلوب وتعيد إلى العينين البريق الضائع الذي أضاعته الأحقاد ومحته الكراهية..! الجرح يزيد ولا يحتمل المزيد.. فقد عانى بما فيه الكفاية.. ولم يعد قادرا على تحمل العناء والمشقة..! بالغ هو ذلك الجرح النازف.. الذي سببه طعن من الخلف.. صحيح أن الطعن هو الطعن وأن الجرح هو الجرح وأن الألم هو الألم حين اتطرق إلى الوصف العادي ولكن الألم يكبر والجرح لا ينفك يتوقف عن النزف إن كان الطعن من أقرب الناس إليك..! الله.. كم هو محترف ذلك الشخص الذي يستطيع أن يغرس سكينه في ظهر الكثيرين.. كم هو صعب أن تقتل الطعنة الكثيرين.. وأن تدمي عيونا لا عينا وأن تتعب قلوبا لا قلبا واحدا..! ما اقساها تلك الأحاسيس حين ترى أن الكراهية تجمعت في قلب شخص واحدا لتغطي الأرض وتغطي الحب الذي يمكن ان يتملك قلوب الكثيرين..! عرفتك فعرفت قيمة هذه الدنيا.. رأيت العالم واسعا كبيرا تملؤه الخيرات والحب ولكن حين عرفتك وسمعتك علمت كم هي صغيرة حقيرة هذه الدنيا..! وعلمت علم اليقين بأن إصابتي بالغة وقلبي مكلوم وجرحي عميق..! وازددت إصرارا بأنني حين أرى الحب يبكي يوما.. فسأعلم حينها حقا بأن الحب المر قد عاد ألى الحياة من جديد ليغسل الكره ويمحو البغضاء والحقد ويأخذ بالثار ويرد البسمة إلى وجوه ما عادت تعرف البسمة اليها سبيلا