لماذا لا تبكي مثلنا؟!

قد يلاحظ البعض أنني قد اعتزلت قلمي منذ فترة وهذه عادتي بين الحين والآخر
ألتف حول نفسي لأجلس مع نفسي
أطلق العنان للتفكير وأفك الحصار عن الأفكار والعبارات والجمل الصامتة الأسيرة في سجون عقلي
أغلق عيني وأمتطي تلك الأفكار والعبارات وأوقع عهداً للصراحة مع نفسي
لعلي أستطيع أن أصلح ما بيني وبين نفسي

تذكرت طفلي الصغير يوماً عندما سألني دون مناسبة لسؤاله ...
أبي .. لماذا أنت لا تبكي مثلنا؟!

شعرت بالذهول واستمر صمتي مهرولاً في أزقة عقلي الضيقة باحثاً عن إجابة شافية ، ولكنه يعود لي حائراً منهزماً بعد أن أحضر معه إجابة مؤلمة واستحضر رغماً عن أنفي دمعة طال غيابها

كانت تلك الإجابة:
(قسوة القلب هي ما حبس دموعك)

خشيت أن أخبره بالإجابة
قد لا يفهمها
قد يفسرها بشكل خاطئ
فحاولت أن أتوارى بألمي وخجلي من إجابتي خلف كذبة بيضاء "كما يسميها البعض"

فقلت يا ولدي يا حبيبي
أنا أبكي مثلك تماماً ولكن ...
كل الرجال يكرهون البكاء والدموع
لأن الناس إن رأوه يبكي فسروا تلك الدموع بالضعف والعجز
ولو حدث ذلك لن أجد من يتكلم معي ولن أستطيع أن أجد عملاً أجني منه مالاً لنعيش منه
فقال لي
الحمد لله أنك لا تبكي أمام الناس
اذهب لغرفتك وابكي لوحدك
فضحكت من رده ومضيت

***

وقبل أيام استيقظ ولدي من نومه ليجدني أجلس باكياً بصمت أمام شاشة التلفزيون .
نظر إلي باستغراب ثم تحول بنظره إلى الشاشة فرأى ما أبكاني
رأى نيران تشتعل في بقايا مسجد ومنزل قصفهما قتلة الأنبياء وأحفاد القردة والخنازير ، ومن بين الحطام ينتشلون أشلاءً لأجساد أطفال ونساء مع المصاحف التي بالكاد أطفيت النار عن التهام ما تبقى منها.

اقترب مني واحتضنني وربَّت على ظهري بيده وهو يقول:

لا تبكي يا أبي حتى لا يظن أحد أنك ضعيف. أنا أعرف أنك قوي ولن أخبر أحد أنك كنت تبكي

لم أجبه بحرف إلا أنني أخذته لفراشه فرفض أن ينام حتى أتحدث له عن سبب بكائي فحدثته عن ما يحصل في وطني وعلى أرض الكنانة وما يحدث من الكفار وخاصةً اليهود من ظلم وقتل وقهر للمسلمين
ولكنه فاجأني بطلب لم يخطر ببالي..

طلب مني أن نصلي معاً وندعو الله أن ينصر المسلمين الضعفاء

عندها أبت الدمعة إلا أن تسيل مجدداً

فعاد ليقول لي أمي أخبرتني أن المسلم إذا صلى في الليل والناس نائمين ودعى الله فإن الله يحقق له ما يريد

فطلبت منه أن يتوضأ لنصلي

فتوضأ وصلينا ودعونا الله ما تيسر لنا ثم ذهب للنوم وهو في قمة السعادة أما أنا فلم ترى عيني النوم

أمضيت ليلتي غارقاً في الأفكار أجترها وأتجرع معها كأس الحسرة والألم على حالي وحال الكثيرين مثلي من المقصرين

عجزت أن أمتلك همةً وعزيمة وبصيرةً ورشداً مثل طفلي ؟؟ بل أثبت لي أنه لديه عزيمة أكثر من الكثيرين ممن بيدهم أن يهبوا لنصرة أهل غزة.

أسأل الله تعالى أن يصلح لي نفسي وولدي وشأني كله وجميع المسلمين.

يسلمو كتير روعة

يسلمووو ئصه كتير حلوه و فيها عبره كبيره للجميع

يسلموو مره تانيه
تمدتي للمنتدى بكل ابداعاتك و نشاطك و حبك الدائم

» لماذا لم نسأل انفسنا لماذا نعيش ؟؟
» لازم تبكي........
» هل تبكي عند موت احد جرحك؟؟؟؟؟
» قصه حب تبكي كل من يقراها فمن قلبه رقيق فلا يقرأ .........
» شابه اخفت مرضها عن اهلها لتبقي البسمه على وجههم .تبكي الصخر